الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: قراءة في فكر علماء الإستراتيجية **
المبحث الأول: قراءة في فكر د. مراد هوفمان المبحث الثالث : قراءة في فكر الأستاذ/ سعد الدين وهبه: إسرائيل تستعد للحرب لتحقيق السلام. إسرائيل عارية. ماذا قال الإسرائيليون بعد رحيله. * ولد في 6 يوليو1931 لأسرة كاثوليكية في أشافينبرج، ألمانيا. * أنهي دراسته الجامعية 1950. * أنهي دراسته للقانون الألمانى، بحصوله على الدكتوراه من جامعة ميونخ 1957. * حصل على درجة الماجستير في القانون الأمريكي من جامعة هارفارد 1960. * اعتنق الإسلام عام 1980، أدى العمرة 1982 أدى الحـج عام 1992. * عمل في الإدارة الخارجية الألمانية من1991ـ 1994. * تخصص في وسائل الدفاع النووي . * كانت آخر مناصبه، مدير استعلامات الناتو في بروكسل 1983ـ 1987 كما عمل سفيرًا لألمانيا في الجزائر من 1987ـ 1990 وعمل سفيرًا لألمانيا في المغرب من 1990ـ 1994. * كـتب فى1985 "يوميات مسلم " ثم طبعت بالإنجليزية عام 1987، في كولون، ثم أعيد طبعها بالألمانية 1990 في كولون، والفرنسية 1990، بالجـزائر ثم الفرنسية أيضًا في الرباط 1993 وبالعربية 1993 با لقا هرة . أثار كتابه "الإسلام كبديل " الذي نشر بالألمانية 1992 اهتمام ألمانيا والعالم ـ أعيد طبعه بالألمانية 1993، في ميونخ ثم ترجم إلى الإنجليزية والعربية عام 1993. * له كتب ومقالات عدة نذكر منها على سبيل المثال: 1ـ الإسلام عام 2000 ترجمة/ عادل المعلم ـ مكتبـة الشروق ـ طبعة أولى، القاهرة 1995. 2ـ الإسلام كبديل ـ ترجمة: د. غريب ـ مؤسسة بافاريا للنشر، 1993. 3 ـ ندوة بعنوان " الإسلام ينتشر بقوة في الغرب ". تحت هذا العنوان عرضت مجلة الوعي الإسلامي بالكويت في عددها 372 بتاريخ 1417 هـ ـ بقلم عبد الرحمن: أن الدكتور هوفمان قال: " لقد أمضيت 4 سنوات من عمرى مديرًا إعلاميا لحلف الأطلنطى، ورأيت كيف يخططون لإبادة الإسلام وتشويه صورته". قراءة في فكر الدكتور/ مراد هوفمان مستشار الحلف الأطلنطي وسفير ألمانيا بالرباط سابقًا ((الإسلام ينتشر بقوة في الغرب)) تحت هذا العنوان نشرت مجلة الوعي الإسلامي على صفحاتها (60 ـ 63) نص الحوار الذي جرى مع الدكتور هوفمان على النحو التالي: "استضافت وزارة الأوقاف المصرية السفير الألماني المسلم/ د. مراد هوفمان الذي أحدث إسلامه في الغرب دويا هائلًا ـ في ندوة مهمة حول مستقبل الإسلام في الغرب وسبل الحوار الصحيحة مع المسيحية. وقد تحدث "هو فمان فأشار إلى أن الحضارة الغربية على وشك الانهيار" بعد أن هجـر أهلها الكنائس، ولم تشبعهم المادة التي برعوا فيها روحيًا، وذكر أن الإسلام ينتشر بقوة في الغرب لدرجة أذهلت الغربيين أنفسهم، الأمر الذي أدى إلى أن تكون أكثر احتمالات المواجهات العسكرية لحلف شمال الأطلنطي، مستقبلًا ضد الإسلام، وتحـدث هوفمان عن الصعوبات التي يواجهها الإسلام في الغرب ومنهج دعوة الغربيين الصحيح إليه، واختتم حديثه متفائلًا بمستقبل زاهر للإسلام ". تصحيح صورة الإسلام (140): وكأن د. أسامة الغزالي حرب رئيس تحرير مجلة السياسة الدولة المصرية قد افتتح وأدار الندوة، حيث أشار إلى أن د. هوفمان يعد شخصية إسلامية غربية بارزة، ما زالت تثير جدلًا في الأوساط الغربية بعد أن ترك منصبه كمستشار إعلامي لحلف الأطلنطي، وكسفير سابق لألمانيا في الرباط. وانشغل وانهمك بنشر الإسلام وبتصحيح صورته لدى الغربيين، بل والمسلمين أنفسهم، مشيرًا إلى أن أبرز ما شجـعه على ذلك ثقافته الغربية والإسلامية الكبيرة. " ((الغرب يعيش محنة قاسية)): "أوضح د/ مراد هوفمان في بداية حديثه أن الغرب يعيش محنة قاسية، بعد أن هجر الكنائس المسيحية التي غرقت في خـلافات وصراعات مذهبية حول طبيعة السيد المسيح عليه السلام ـ طبيعة إلهية أو بشرية ـ واتجهوا نحو عبادة المادة، الأمر الذي قلل من تأثير الكنائس على حياتهم، وذكر هوفمان أن انهيار الكنائس في الغرب لايعنى أن فكرة الإيمان بالله على وشك الاختفاء، بل نلاحظ اليوم أن كبار علماء الغرب في الفيزياء والعلوم الاجتماعية، والحـاصلين على جوائز نوبل العالمية، يعترفون أنهم مؤمنون بالله، ويحتاجـون لمعرفته، وهو أمر كان نادر الحـدوث سابقًا. وقال هوفمان إن الشعوب الغربية أصبحت موقنة ومؤمنة اليوم. إن الحضارة الغربية فشلت في إشباع احتياجاتهم الروحية وأدخلتهم في حروب طاحنة، أكلت منهم الكثير بشريًا وماديًا، وكل ذلك يؤكد أنه من الممكن أن يتحول المسيحيون إلى مسلمين، وأن تتحول الكنائس إلى مساجد بسهولة إذا نجح المسلمون في تقديم الصورة الصحيحة لإسلامهم. " ((صعوبات عديدة تواجه الإسلام في الغرب:)) "وأشـار هوفمان إلى أن هناك صـعوبات عديدة تواجـه الإسلام في الغرب، أبرزها تشويه صورته من قبل الأجهزة الإعلامية والبحثية، وأسباب ذلك معقدة ومتنوعة يرجـع بعضها إلى الحروب الدموية بين المسيحيين والمسلمين، والتي عُرفت بالحروب الصليبية، والصراع السياسي والتجاري للسيطرة على البحر المتوسط، حتى أصبحت إدانة الإسلام جزءًا لايتجزأ من العقلية الأوروبية، ومن هنا نرى أن هناك إجـهاض لأي تعـاطف مع الإسلام والمسلمين. واستشهد هوفمان بما حدث مع عميدة الاستشراق الألمانية (د. أناميل شميل) للتدليل على صحة كلامه، حيث هاجمتها وسائل الإعلام الألمانية بشراسة حينما انتقدت كتاب سلمان رشدي (آيات شيطانية)، وأكدت أن الكتاب يحتوي على افتراءات وأكاذيب عن رسول الإسلام. وأعلنت أن الكتاب مثل إهانة واضحة للإسلام والمسلمين، وللأسف بسبب كلامها هذا تعرضت د. شميل لاضطهاد وهجوم واسع، وبالطبع كانت أسباب هذا الاضطهاد سياسية وليست دينية. وألمح د. هوفمان إلى صعوبات أخرى يواجهها الإسلام في الغرب، وهي أن الشعوب الغربية ترى ـ في الإسلام كديانة ـ أنه يقيد حرية الفرد، فهو يحرم الخمر، ويفرض الحجاب في الصلاة وفي الحج، في الحرارة الشديدة، وكل هذه الأشياء لم تتعودها العقلية الغربية، هذا بالإضافة إلى أن الغرب يتخوف من الإسلام حينما يرى بعض الدول الإسلامية تطبق الحدود السماوية على السارق والقاتل، وبقية الحدود الإسلامية. ورغم ذلك ـ كما قال هوفمان ـ: فإن الإسلام ينتشر بقوة في الغرب، وبصورة مذهلة، أوجدت الرعب في نفوس الغربيين الحاقدين، بعد أن عرف أبناء الغرب الحقائق الصحيحة عن الإسلام، ونجـاحه في إشباع احتياجاتهم الروحية بعد أن أغرقتهم الحياة المادية الغربية في كل شىء، ولا يتوقع أحد اليوم أن يختفي الإسلام، ولكن أن ينتشر ويمتد. ويضع جنرالات" الناتو" في حسباتهم أن أكثر المواجهات العسكرية احتمالا في المستقبل لن تكون إلا مع الإسلام، لأنه العدو المتنامى المرتقب الذي ينتشر بقوة، لا يعلمون ـ حتى الآن أسبابها" وأضاف "هوفمان ": أننا كمسلمين ينبغي أن نكون متفائلين، حتى نحصل على مكاسب، ونستفيد من كل شيء حولنا لنشر الإسلام، وتصحيح صورته في الغرب، وعلى سبيل المثال يمكن أن نستغل شبكة "الإنترنيت " لصالح الإسلام والمسلمين وليس العكس، فيمكن لنا أن نرسل بالإسلام إلى شاشاتهم وبرامجهم بدلًا من الصورالفاضحة التي يرسلونها إلينا، وإذا كـان اللوم مُلقى اليوم على الإسـلام من الإرهاب ومـا يقـوم به بعض المسلمين ويلصقه بالإسلام وهو منهم برىء، فإن الإرهاب كان فرصة لتعرف الكثيرين عن الإسلام، وقراءات مؤلفات المسلمين، وترجمات القرآن، وبهذا أتت الريح بما لا تشتهي السفن كما يُقال . " "وتطرق "هوفمان" إلى الحوار بين الإسلام والغرب، فأشار إلى أنه حوار مستحيل بلا فائدة حـاليًا. إنما الحوار الأكثر فائدة وفاعلية فهو الحوار بين الإسلام والمسيحية في الغرب" حيث إن هناك أرضية مشتركة بينهم هي الإيمان بالله، ولكن هذا الحوار لن ينجح إلا إذا تفهمنا كمسلمين ومسيحيين أننا نعيش في قارب واحد، وأن يفهم المسيحيون أن المسيحية يمكن أن تكون أقلية كما هو الحـال بالنسبة للأقليات الإسلامية في الغرب، ولابد أن يرتكز هذا الحوار على القبول المتبادل وليس التسامح فقط، وعلينا أن نبدأ بالتسامح حتى نصل إلى درجة القبول خاصة وأن مشاكل عديدة في الغرب يمكن حلها بالتنسيق بين المسلمين والمسيحيين، أهمها مشكلات الشذوذ الجنسي، وانهيار الأسرة، والإجـهاض والمخـدرات، وارتفاع معدلات الجرائم وبخـاصة بين الشباب والتلاعب بخلق الله ـ الجينات ـ فيما يسمى علم الهندسة الوراثية." وقال هوفمان: إن المسلمين والمسيحيين يخشون بعضهم لأسباب مقنعة، ولا يوجـد أفظع من الخوف، لأن الخوف يمكن أن يطلق شرارة الحروب، والمؤسسات المسيحية والإسلامية يمكنهما أن تنزع فتيل الحرب إذا تحاورا وتفاهما وتسامحا، وقبّل بعضهم بعضًا، وهذا هو التحدي الذي يواجهنا، فهناك تطور إيجابي تجـاه الإسلام في الغرب بخاصة في ألمانيا، فاليوم القساوسة والحكام يرسلون بالتهنئة للمسلمين في أعيادهم، وأصبحت الدعوة للصلاة أو لذبح الحـيـوانات طبقًا للشريعة الإسلامية حدثًا عاديًا متكـررًا في الغرب. كما أن تراخيص بناء المساجد تمنح للمسلمين، وأملي وأمنيتي أن يكون هناك مسجد في كل قرية ألمانية أو غربية، بجوار الكنائس المنتشرة بكثرة والتي هجرها مسيحيوها. " "وبعد أن انتهي د/ مراد هوفمان من حـديثه، دار بينه وبين وُعّاظ الأوقاف وعلماء الإسلام حوار مهم، بدأه الشيخ محمد عبد السلام بسؤال حول كيفية تغيير صورة الإسلام في الغرب، وإقامة علاقة سليمة بينه وبين المسلمين خاصة، وأن الغرب لديه حب السيطرة والنفوذ والسيادة ؟ وأجاب د، هوفمان مؤكدًا أنه لا ينبغي أن نبالـغ في تصوير العداء الغربي للإسلام، فهناك خـوف غربى مشروع على الهوية الغربية، ففي ألمانيا أو فرنسا يوجد ملايين من المسلمين وهم لا ينتمون إلى البلد نفسها أو إلى جنس سكانها، وبالتالـي فهم يسببون توترًا، وبالتالي نرى عداء الغرب يزيد لا بسبب أنهم مسلمون، ولكن لأنهم مواطنون مختلفون في الهوية والانتماء، ولكني أؤكد أننا بحـاجة إلى أن نفتح حـوارًا معهم خـاصة وأن الدين الإسلامي أصبح يواجه تقديرًا واحترامًا في الغرب، ونؤكد لهم جميعًا أننا لا نهدف إلى إجبارهم على اعتناق ديننا، بل إن قرآننا أكـد أن الله خلقنا شعوبًا وقبائل ذات أعراق وأديان وجنسيات مختلفة، لنتعارف ونتآلف. وأعتقد أننا لو نجحنا في طمأنة الغربيين فسوف يحـقق الإسلام انتصارات جديدة كبرى. وسأل د. حسن الشافعي وكيل كلية دار العلوم بجامعة القاهرة د. هوفمان عن تقييمه لعمل المراكز الإسلامية في الغرب، وكـيفية تغيير المناهج الدراسية لأبناء الغرب والتي شوهت صورة الإسلام في عقولهم؟ وأجاب هوفمان مشيرًا إلى أن: على المؤسسات الإسلامية أن تكثف جـهودها لتأهيل دعاتها العاملين في الغرب، بحيث يكونون على قدر كاف من العلم ومعرفة طبيعة جمهورهم المستهدف، لأنه من المهم أن يفهم الداعية لغة وظروف ونفسية مخاطبيه، وألا تعتمد تلك المؤسسات على الدعاة الذين تبعثهم أو ترشحـهم الحكومات الإسلامية في الغرب؟ لأن الواقع أكـد أن دعاة الحكومات عادة يكونون غير مدربين، وغير مؤهلين، كما أن المسلمين في الغرب يرفضونهم بسبب تبعيتهم للحكومات، وهذا خط لابد من تداركه حـيث يقلل من فرصة انتشار الإسلام بقوة في الغرب." وأضاف هوفمان: إن هناك كثيرًا من المثقفين الإسلاميين في الغرب وأنا منهم يقومون حـاليـة برصد الأخطاء الواردة في الكتب التعليمية الغربية عن الإسلام في العلوم كـافة تمهيدًا للرد عليها في كتيبات تصدر قريبًا، كما نحاول إقناع السلطات التعليمية في الغرب بتصحيح تلك الأخطاء، وعلى أية حال فإن بعض الأخطاء جاءت نتيجـة عدم الفهم الكامل، والدراسة التامة بأصول الإسلام والقرآن الكريم، ونأمل في تغييرها وتصويبها ." وسأل د. مصطفي الشكعة عضو مجمع البحـوث الإسلامية د. هوفمان حول تصوره لأسلوب الدعوة الصحيح مستعرضًا تجربته، حينما كـان مستشارًا ثقافيًا لمصر في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث كان يعامله الأمريكيون في البداية بأسلوب ليس طيبًا، بسبب ما يسمعونه عن إرهاب وتوحش العرب والمسلمين؟ " "وقال د/ هوفمان: إننا نحتاج لأسلوب دعوة جديد للإسلام في الغرب، فعلينا أن نعرف أولًا طبيعة المجموعات المستهدفة، وقبل أن أوجه رسالتي يجب أن يكون المستقبل مقتنعًا بما أقول من آراء وتوجـيـهات... وفي الغرب هناك أناس لا يعترفون ولا يؤمنون بالله، وبالتالي لايعقل أن أقول لهم قال الله كذا... وكذا، ولكن على أن أوجه لهم رسالة علمية واضحة بحقائق كونية وبراهين مختلفة، ثم أقارن هذه الحقائق بما جاء في كتاب الله، كما أن الدعوة في الغرب لا تتطلب إسرافًا في الأمور بحيث يصبح الداعية منبوذًا بسبب كثرة ما يمليه على المتلقي، ولكن عليه أن يعرف شخصية ونفسية الموجـه إليه الرسالة، حتى لا يتحـول الأمر في النهاية إلى العكس، لأن الناس في أوروبا يحـتاجون أولًا إلى إقناع، ثم دعوة في المقام الثاني، فلو اقتنع الفرد بما يقوله الداعية فسيكون من السهل عرض الرسالة عليه بالأسلوب اللين السهل، ومع ذلك فلابد أن نعلم أن لديننا ربًّا يحميه، فصورة المسلمين اليوم وما يفعله بعض حكامهم يصدم العقلية الغربية في الإسلام، ورغم ذلك فإن الله بيده كل شيء، وتغيير الأمور إلى الأحسن، فمن كان يصدق أن شخصًا مجرمًا مُضللًا للإنسانية مثل "مالكوم ماكس" سيتحول للإسلام في أمريكا، ويعود من مكة داعية للإسلام، ويقطع صلته بالإجرام والإرهاب، ويتسبب في دخول آلاف الأمريكيين في الإسلام. " "وأضاف هوفمان: "لقد أمضيت 4 سنوات من عمري مديرًا لحلف الأطلنطي ورأيت كيف يخططون لإبادة الإسلام وتشويه صورته، ولكني أقول إن الله سيظهر دينه، وسينتشر أكثر وأكثر، وسيكون الإسلام هو دين البشرية مستقبلا" أو كـما قلت سابقة في كـتـبي ومؤلفاتي: إن الإسلام هو الدين البديل والأقوى اليوم للبشرية الغربية التي تعاني وتعاني بقسوة، وتبحث عن بديل ولن تجـده إلا في الإسلام، وأعتقد أن المستقبل مملوء بالتفاؤل والأمل الكبير لإسلامنا". مقالة صحفية: نشرتها مجلة "عرب تايمز" العدد 107 بتاريخ،11 :20 ديسمبر 1992، ـ بقلم محمد عبد المعطي ـ رحمه الله. ((المصريون في مهب الريح)): تحت هذا العنوان كتب محمد عبد المعطي فقال. "إن الاشتباكات بين المسلمين والأقباط في صعيد مصر، ثم الهجوم على باصات السياحة والانتقادات الموجهة إلى الحكومة المصرية، بعد فشلها في تدارك الزلزال المدمر، ثم المواجهة الساخنة بين مصر وإيران، وتبادلهما التهديد كل ذلك يؤكد للمراقبين أن مصر قد أصبحت على أبواب حرب أهلية، قد تتمخض عن ظهور ثلاث دويلات فيها: قبطية، ودولة إسلامية، ودولة نوبية. "أصابع إسرائيل ليست بعيدة عن السيناريو الذي سيعصف بمصر، لذا ترتفع اليوم أصوات المخلصين في مصر من مسلمين وأقباط، يحذرون من المؤامرة الصهيونية التي تخطط في المرحلة الأولى لتدب الفوضى والفساد وإشعال حرب أهلية في مصر، ثم إبادة أبنائها، وتدمير حضارتها المعاصرة، ويترتب بعدها في المرحلة الثانية تقسيم مصر إلى عدة دويلات، دولة قبطية، ودولة إسلامية، ودولة نوبية، ثم ضم مصر لدائرة نفوذ إسرائيل الكبرى في المرحلة النهائية". "وكما عبر الإسرائيليون في عدة مناسبات أن السلام في مصر هو تهديد لإسرائيل وأنه من الأولى معالجة الأمر في أقرب وقت، وتدمير مصر بثقلها السكانى بدلًا من الانتظار حتى تجد إسرائيل نفسها في مواجـهة (100 مليون قنبلة نووية) ـ كناية عن عدد سكان مصر في عام 2006ـ وتمارس إسرائيل اليوم بدعم الصهيونية العالمية لعبة الثلاث ورقات". ((أولًا: ورقة الأقباط وآمالهم في إنشاء دولة مسيحية (144))) "المحلل للمؤتمر الصحـفي الذي عُقد بالكـنيسة المصرية في مصر، يشعر أنه يحمل تهديدًا مبطنًا بأن الأقباط بإمكانهم طلب الدعم الخارجـي، وأنهم يعانون من الاضطهاد". ومن مؤشرات خطورة الورقة القبطية ما يلي: 1 ـ لقد كانت ملامح الفتنة بين الأقباط والمسلمين في مصر واضحة في العهد السابق، ولكنها الآن في العهد الذي تعيشه أصبحت أخطر ورقة، وفي زمن استطاعت اليهودية العالمية أن توصل قبطيًا مصريًا لأعلى منصب دولى في العالم (الأمين العام للأمم المتحدة) بمواصفاته الخـاصة، وأبوه قبطي وزوجته يهودية، وهناك من يعتقد أن أمه يهودية أيضًا، وجده معروف، أنه باع للإنجليز قناة السويس، ودفع لتصرفه هذا حياته ثمنًا لها، ويتميز على كل الأمناء السابقين بزيادة صلاحياته، حتى إنه طلب تشكيل جيش عالمي بقيادته يتدخل في الحالات المماثلة لما يحدث قى البوسنة والهرسك !! " "وهذا أمر كـأنه مخطط له، ليعطى الضوء لأقباط مصر، وليطمئنهم بأن كل العالم سيقف معهم لحـمايتهم!! كما يتميز بتحـيزه ضد البوسنة والهرسك بشكـل لفت انتباه سياسيى وصحافيى العالم!! " 2 ـ يتابع المراقبون مناورات للحلف الأطلنطي في البحـر المتوسط، ومناورات إسرائيلية وأمريكية مشتركة للتدخل السريع!! يمكن التدخل لحماية أقباط مصر!! 3 ـ لقد وصل إلى مصر مؤخرًا رئيس جمهورية أرمينيا في زيارة خاصة، وإن المتأمل لما قاله رئيس أرمينيا في مصر: "ها هي أرمينيا تصبح دولة بعد ألف سنة" وهو أمر يتابعه الأقباط بحذر، فإسرائيل تعود بعد ألف عام، والعرب يخرجون من غرب أوروبا قبل 500 عام في 1492، والآن المسلمون يُبادون ويخرجون من شرق أوروبا (البوسنة والهرسك) في عام 1992، بعد أن مكثوا أيضًا 500 عام. 4 ـ ازدياد الجماعات المتطرفة المسيحية (هناك 14 مجموعة مسلحة)، وارتفاع الأصوات الداعية إلى إخرج العرب من مصر؟ لأنه على حد قول بعضهم، "مصر وطن الأقباط، وإن المسلمين المستعمرين جاؤوا من الجـزيرة العربية، وينبغي أن يُطردوا إليها، إن كل هذه الأصوات الداعية إلى الفتنة، والتي تجـد الدعم والتأييـد من الصهيونيين في إسرائيل، والحركة الصهيونية المسيحية في مصر تنتظر الظروف المناسبة لإشعال (بوسنة وهرسك) في مصر، تُدمر فيها البلاد، يُباد فيها المسلمون، على أن يخرج الأقباط بدولة تشمل الإسكندرية ومناطق مثل أسيوط والفيـوم وجـزء من القاهرة، وخلق دولة نوبية، وتلقي اعترافًا فوريًا من فرنسا وإيطاليا وألمانيا (وكلها دول تتعاطف مع إسرائيل) يسعى لانتزاعه الأمين العام للأمم المتحدة"!!. 5 ـ "إن هناك مؤشرات قوية على أن الأقباط أنفسهم يستعجلون الأحداث"، حيث قبض على العديد من الأقباط الذين قـاموا بإحـراق منازلهم وسياراتهم واتهام المتطرفين المسلمين "!! ثانيًا: ورقة الإرهاب الإسرائيلي: (كل هذه الأعمال تطرقت لها وسائل الإعلام العربية والمصرية) أ ـ نشر المخدرات وإرسال الجواسيس. ب ـ نشر الإيدز والدعارة. ج ــ تسريب الأسلحة واجتذاب العملاء، لتسخيرهم للأعمال التخريبية بمعرفتهم أو التغرير بهم. د ـ القيام باغتيالات وأعمال إرهابية بالمتدينين بمصر. هـ ـ البطالة وتتمثل في عودة الملايين من العاملين في الدول العربية إلى مصر، لظروف سياسية وتسريح أكثر من نصف مليون عامل بناء على طلب البنك الدولي. و ـ تشجيع الحركات الباطنية مثل الشيعة والفاطمية والبهرة في مصر"!! ثالثًا: ورقة الأصوليين والجماعات الإسلامية: تلعب إسرائيل هذه الورقة لتحقيق هدفين: أولهما: ضرب الحكومة المصرية في الشعب ذي الغالبية المسلمة. ثانيهما: ضرب الأقباط مع المسلمين، وضرب المسلمين مع الأقباط، والواقـع أن الخطر الأصولي يبالغ كثيرًا في تحديد حجمه، فهو لا يلقى أي مساندة خارجية على عكس الأقباط، كما أن الجماعات المتطرفة هي حركات طفيلية وبعضها قد تحركه جهات خارجية، ولهذا فهو مصدر للقلاقل ولكن ليس له إمكانية لتغيير النظام القائم والحلول مكانه، وأما الحركات ذات الخبرة الكبيرة كالإخوان المسلمين، فإنها تعلم من خلال تجاربها الماضية أن تهديدها للنظام المصري القائم في ظل المستجـدات الحديثة سيؤدي إلى كارثة تلحق بها كحركة، وبمصر كدولة عربية مسلمة. محاولة إسقاط النظام المصري، وهناك العديد من المؤشرات منها ما يلي: أ ـ الفجوة الكبيرة بين الشعب والحكومة، لعوامل كثيرة ومتعددة (اقتصادية واجتماعية ودينية وسياسية). ب ـ الفجوة الكبيرة بين الحكومة والمعارضة . ج ـ الفجوة الكبيرة بين المسلمين والأقباط، والسعي لازديادها عن طريق الصهيونية المسيحية العالمية وإسرائيل. د ـ الفجوة الكبيرة بين المسلمين المتدينين والعلمانيين المسلمين والسعي لإشعالها، ومحـاولة وضعهم في صف مع الأقباط. هـ ـ التدهور الاقتصادي الرهيب في مصر، والسياسات المالية التي تزيد من تذمر الشعب، مثل رفع أسعار البنزين والكهرباء وتوقيع المزيد من هذه الضرائب غير المبارة. و ـ الحملات الصحفية المكثفة التي تشكو من تفجر الأوضاع الداخلية في مصر، وتحذر من الأنظمة الجـديدة التي تطبقها الحكومة المصرية، مثل مكافحـة الإرهاب، ومثل أسلوب الجهات الأمنية في تعذيب الكثير من المتهمين. ز ـ الحملات الإعلامية في الإعلام الغربي (وبعض وسائل الإعلام الغربية الصادرة في فرنسا وبريطانيا) والتي تروج لاضطهاد الحكومة المصرية للأقباط. ب ـ تدهور العلاقات المصرية مع جيرانها، وبصفة خاصة السودان وليبيا. 1 ـ افتعال حـادثة كبيرة، بموجبها تندلع الفتنة بين الأقباط والمسلمين، ويكون لإسرائيل الدور الكبير في إشعالها، عن طريق القيام بمذابح ضد مجموعة من الأقباط أو العكس، فيستمر العنف ويزداد نتيجة رد فعل المواطنين من الجانبين، وتستمر شبكات التجسس الإسرائيلية في إشعال الفتيل، وحرق المساجد والكنائس، وتدمير المكتبات والمناطق ذات الأهمية التاريخية التي هي مصدر اعتزاز المصريين. 2 ـ توجه الكنيسة في مصر نداء لطلب التدخل لحماية الأقباط من المذابح. 3 ـ تتخذ الأمم المتحدة قرارًا في مجلس الأمن تحت نفوذ رئيسها، وتشكل قوات دولية إيطالية وفرنسية وألمانية وربما أمريكية لمكافحـة الإرهابيين في مصر. 4 ـ يتم تحصين الأقباط ونقلهم إلى مناطق آمنة، في الوقت الذي يفر الآلاف من المسلمين من مناطق الأقباط خوفًا من الانتقام. 5 ـ يتبلور في الأشهر التالية لبداية الحرب الأهلية نموذج مصري جديد على غرار نموذج لبنان والبوسنة، فيما يتعلق بدعم التيار القبطي من العالم، وحين تواجه الأغلبية المسلمة الحصار والتجويع والإبادة، وتُدَمّر خلال هذه الأحـداث المصانع والمحلات التجارية والفنادق والكباري والمراكز الثقافية والترفيهية. أ ـ "إن المتابع لأحداث أثيوبيا والصومال، يدرك أن أحد أهداف تفتيت أثيوبيا والصومال هو السيطرة الإسرائيلية على البلدين، وتدمير جيشيهما، ولا سيما الجيش الصومالي الذي مولته الدول الغربية، ولا سيما الولايات المتحدة لمواجهة المد الشيوعي في القرن الأفريقي، ولا شك أن الدور الذي قام به "هيرمان كوهين الأمريكي الذي شغل مركز وكيل وزارة الخـارجية الإفريقية وبطرس غالي" الذي كان في تلك الفترة وزير الدولة المصرية للشؤون الخارجية، وبصفة خاصة المسؤول عن الشؤون الإفريقية وهو تفتيت البلدين وتدمير الحبشة والصومال، وكلاهما يشكل فيهما المسلمون الأغلبية، فباستثناء القيادات العليا في المراكز القيادية في أثيوبيا فإن أغلبية الجنود من المسلمين . ب ـ من المحتمل تدخل قوات أجنبية إسرائيلية وغيرها لضرب الأهداف العسكرية والجيش المصري في مصر، على غرار حرب 67، مع محـاولة السيطرة على بعض القواعد العسكرية من قبل القوات القبطية والمساندة لها. ج ـ إن من المتوقع أن تفجر عن طريق الأعمال التخريبية التي يقوم بها عملاء إسرائيل العديد من مستودعات الأسلحة في مصر، كما أن مئات الآلاف من الجنود سيواجهون حـصارًا شديدًا سيؤدي إلى تجويعهم مع بقية الشعب المصري على غرار ما هو حاصل الآن في البوسنة والهرسك والصومال وأثيوبيا. د ـ إن إسرائيل ستتحرك في بداية الأحداث نحو سيناء، ثم تدخل لتحتل الإسماعيلية (لأهميتها لأمن إسرائيل المائي، وتنفيذ مشروع بتأمين الماء) وتحتل السويس بحجـة تأمين المياه الإقليمية الدولية . هـ ـ سينقسم الجـيش المصري على نفسه مع مرور الزمن، وسيهرب الكثير من الجنود ومنهم من سيتم تجنيـده عن طريق العصابات، ومنهم من سيشكل ميليشيات تحت إشراف أجهزة أجنبية ومنهم من سينضم إلى تنظيمات شعبية ودينية وقومية. إن سيناريو ما يحدث في مصر كتبه اليهود في التوراة منذ ألاف السنين، ويمكن أن تنظر إلى ما يأمل الإسرائيليون في أن يكون عليه سيناريو الحرب الأهلية في مصر: ورد في التوراة في الإصحاح 19/3ـ17 من سفر أشعياء النبي النبوءة التالية ( أهيج مصريين على مصريين فيحاوب كل واحد أخاه، وكل واحد صاحبه، مدينة مدينة، ومملكة مملكة، وتهراق روح مصر داخلها، وتضيع مشورتها فيسـأل كل واحد العارفين والتوابع والجن، وأغلق على المصريين في يد حاكم قاسي فيتسلط عليهم، ويجف الحياة من البحر ويجف النهر وتنتن الأنهار، وتضعف السواقي ويتلف الزرع وتجف الرياض والحقول.. والصيادون لا يجدون صيدًا وكل من يلقي بشص إلى النيل ينوح.، ويكتب كل عامل بالأجرة، أين ذهبت حكمة فرعون، وماذا قضى رب الجنود على مصر، لقد ألقى الرب عليها روحـًا شريرة أوقعت مصر في ضلال وأضلت أبناءها، فإذا هم يترنحون كالسكران في قيئه فلا يكون لمصر عمل. في ذلك اليوم تكون مصر كـالنساء، ترتعد وترتجف من رب الجنود وهو يهزها...) ولكن ملحوظة: "هذه الآية ما زالت منقوشة على جدران المساجد في الأندلس "!! "يرى اليهود أن تدمير مصر بثقلها السكاني هو الحل النهائي لأي مواجـهة عسكرية مستقبلية مع مصر، إذ إن اليهود يدركون أن انتهاكـهم لاتفاقية كامب ديفيد وتدميرهم للمسجد الأقصى، لابد وأن يدفع بالمصريين لخوض حرب أخرى ضد إسرائيل إن عاجلًا أو آجـلًا، ولا ينسى اليـهود أن العدو التقليدي له في مواجـهتـهم العسكرية في الأعوام 1956،.1967،1973 هي مصر العربية المسلمة، ويبدو أن حصار ليبيا وما يخطط لها، وعزل السودان عن بقية العالم العربي، والسعى لاستمرار العلاقات السيئة بين السودان والمملكة العربية السعودية، والسودان ومصر إنما هي إطار ما يُخطط لمصر والعالم العربي بأكمله" انتهي كلام "محمد عبد المعطي". تعقيب: هذا هو المقال الذي نُشر نَصًّا في مجلة "عرب تايمز" والذي راح ضحيتـه كـاتب هذا المقال لأنه أراد أن ينبه الأمة إلى الأخطار المحدقة بالأمة، وما يدبره أعداء الإسلام للأمة الإسلامية، بل إن رئيس التحرير الذي نشر في عهده هذا المقال قد أقيل من منصبه، وهذا المقال يعتبر تنبيهًا لأخطار محدقة وقى الله مصر والعالم الإسلامي شرها. يقول رب العالمين: ولكن في نفس الوقت يقول رب العالمين:
|